قامت الفرقتان الرابعة والتاسعة التابعتان لقوات النظام السوري باقتحام منطقة الشياح في السهول الجنوبية لمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، ومنطقة غرز في القسم الشرقي من المدينة، واستقدمت تعزيزات عسكرية مصحوبة بآليات ثقيلة إلى أطراف حيّي طريق السد والمخيمات في المدينة، وذلك في 27 تموز 2021، بحجة تثبيت ثلاث نقاط عسكرية لها داخل منطقة درعا البلد وحيّي طريق السد والمخيمات؛ على خلفية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين هذه القوات ولجان التفاوض في 24 تموز 2021، والذي قضى بفكّ الحصار المفروض على المنطقة منذ قرابة شهر، مُقابل تسليم الأهالي بعض الأسلحة الفردية للنظام السوري، وإجراء تسوية أمنية لقرابة 200 شخص، وتثبيت ثلاث نقاط عسكرية فيها. قاوم مقاتلون من أبناء المنطقة عمليات الاقتحام؛ فقامت قوات النظام السوري بقصف منطقة درعا البلد وحيّي طريق السد والمخيمات بقذائف الهاون وقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة وإطلاق النار عشوائياً، ما تسبّب بمقتل أحد المدنيين وإصابة طفلَين اثنين، وقد دفع ذلك عدداً من العوائل للنزوح خوفاً على حياتهم إلى أحياء أكثر أمناً في مدينة درعا، خشية استمرار القصف والاقتحام.
نُدين في الشبكة السورية لحقوق الإنسان عمليات القصف على المناطق المأهولة بالمدنيين التي يُمارسها النظام السوري، وعدم التمييز بين المناطق المدنية المأهولة بالسكان والأهداف العسكرية؛ وما ينجم عنه من تدمير للمنازل؛ ممّا يُهدّد سكان تلك المناطق ويدفعهم نحو التّشريد قسرياً.
يجب على المجتمع الدولي توفير حماية فورية للمُشردين قسرياً، ووقف الأسباب التي تؤدي إلى مزيد من التشريد، واتخاذ خطوات فعالة تَضْمن عودة المشردين إلى منازلهم، وذلك بتسريع عملية انتقال سياسي وفق جدول زمني صارم لا يتجاوز ستة أشهر.