لاهاي – الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان:
في يوم السبت 27/ تموز/ 2024، قرابة الساعة 18:20، أصاب هجوم صاروخي أرضية الملعب البلدي لكرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، ما تسبَّب في وقوع مجزرة، وثَّقنا فيها مقتل 12 مدنياً، بينهم 4 إناث و8 ذكور، وقد كان جميع الضحايا المسجلين حتى اللحظة من الأطفال، إضافة إلى إصابة قرابة 36 شخصاً معظمهم من الأطفال، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المكان.
قُمنا في الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان بجمع معلومات من شهود في قرية مجدل شمس، وتحليل العشرات من الصور والفيديوهات من العديد من المصادر المفتوحة، وخلص تحليلنا الأولي إلى عدة نتائج من أبرزها:
• توافقت الشهادات التي حصلنا عليها على وقوع هجوم صاروخي، حيث أخبرنا الشهود أنَّهم سمعوا انفجاراً قوياً، وشاهدوا كرةً ناريةً ضخمة.
• أظهر تحليلنا للصور إصابة ملعب كرة القدم بزاوية سطحية، وعند تحليلنا لحجم وشكل الحفرة، فإنَّهما يتوافقان مع الشكل الذي ينتج عن قصف صاروخي، وقد قدَّرنا أبعاد الحفرة التي وقع فيها الانفجار، ونعتقد أنَّ حجم الحفرة حوالي 2.5 متر، وقطرها حوالي 1.5 متر، وهذا أيضاً يتفق مع هجمة صاروخية.
• تتوافق الأضرار التي لحقت في المنطقة ومحيطها مع الأضرار التي يخلِّفها صاروخ من نوع فلق 1، وهو صاروخ أرض-أرض غير موجه عيار 240 ملم يستخدمه حزب الله، ويُقدَّر وزن الرأس الحربي للصاروخ بحوالي 50 كجم.
• أكَّد لنا الشهود أنَّ صفارات الإنذار قد انطلقت قبل ثوانٍ عديدة من سقوط الصاروخ، ممَّا يرجح الهجوم الخارجي.
• تُشير كل من الشهادات، ولقطات الفيديو للهجوم الصاروخي، والانفجار الذي أعقبه، وشكل الحفرة، وبقايا الصاروخ، أنَّ مصدر القصف غالباً جاء من الشمال، ونظراً لجغرافية قرية مجدل شمس، فنحن نرجح أن يكون الصاروخ قد أُطلق من جنوب لبنان من قبل حزب الله اللبناني.
لقد تزامن هذا الهجوم الصاروخي مع وجود عشرات الأطفال في الملعب، ووفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها، تضم المنطقة التي سقطت فيها القذيفة الصاروخية ملعباً لكرة القدم، وملعباً آخر للتدريب، وحديقة ألعاب خاصة بالأطفال، وحديقة عامة، وكان معظم الضحايا ممن كانوا يتجمعون في ملعب كرة القدم للمشاركة في تدريباتٍ لفريق كرة القدم المحلي. وقد وقعت المجزرة بعد وقت قصير جداً – لا يتجاوز ثوانٍ معدودة-من سماع صفارات الإنذار. وهذا ما يفسر سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى، ومن ضمن الجرحى 9 إصاباتٍ خطرة.
تحتل إسرائيل قرية مجدل شمس التي تقع جنوب جبل الشيخ ومعظم سكانها من الطائفة الدرزية، وهي من ضمن الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما فيها الجولان السوري، وقد دعا قراري مجلس الأمن 242 (1967) و338 (1973)، إسرائيل إلى الانسحاب فوراً من الجولان السوري حتى حدود 4/ حزيران/ 1967، لكن إسرائيل انتهكت قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وما زالت تحتل الجولان السوري، ومارست طوال العقود الماضية العشرات من الانتهاكات فيه، بما في ذلك مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وتغيير الطابع العمراني، والبنية الديمغرافية، ومنع السكان من حرية التنقل بين بلدهم الأمّ سوريا، وبين الجولان السوري المحتل.
تُدين الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان هذا القصف العشوائي الوحشي، وتُطالب لجان التحقيق الأممية بفتح تحقيقات مستقلة، تتضمَّن تحديد هوية الفاعل، وتُركز على تعويض الضحايا ومحاسبة مرتكبي الانتهاك.
ويتوجب على إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال، حماية السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتعويض الضحايا، وتفعيل تدابير الحماية من الملاجئ وأنظمة الإنذار المبكر فيها.
كل الشكر للشهود وذوي الضحايا على سرعة تجاوبهم وتعاونهم، وخالص العزاء لذوي الضحايا.