في 1 أيار 2021، اعتقلت عناصر قوات النظام السوري 30 مدنياً بينهم طفلان في مدينة طرطوس، وهم من أبناء قرية كناكر جنوب غرب محافظة ريف دمشق، وذلك أثناء محاولتهم الهجرة بشكل غير شرعي إلى دولة قبرص من السواحل السورية في المدينة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة بالنسبة للشبكة السورية لحقوق الإنسان أو لأهاليهم حتى الآن.
لم تتم عملية الاعتقال عبر مذكرة اعتقال قانونية صادرة عن محكمة، كما لم يتم إبلاغ أحد من ذويهم باعتقالهم، وتم مُصادرة هواتفهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم أو محاميهم، ونخشى أن يتعرضوا لعمليات تعذيب، وأن يُصبحوا في عداد المختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
يحاول العشرات من المواطنين السوريين الفرار من سوريا وطلب اللجوء حول العالم، وهذا حق أساسي من حقوق الإنسان، ودليل صارخ أنه لا يمكن التعايش مع النظام السوري وأجهزته الأمنية المتوحشة التي مازالت تمارس أفظع أساليب الإرهاب والتعذيب التي تشكل جرائم ضد الإنسانية وبشكل مستمر منذ عام 2011 وحتى الآن، ولايمكن أن تكون سوريا بلد آمن دون تحقيق انتقال سياسي يحقق احترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان كالحق في الحياة وعدم التعرض للاختفاء القسري والتعذيب على الأقل.
نؤكد أن قرابة 131106 مواطن سوري لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري بحسب قاعدة بيانات المعتقلين والمختفين قسرياً لدينا، وفي ظلِّ الاكتظاظ الشديد ونقص الرعاية الطبية وتفشي فيروس كورونا المستجد فإن هناك تهديد جدِّي لحياتهم ويتحمل النظام السوري والمجتمع الدولي مسؤولية حمايتهم.