مساء 5 آذار 2021، شنت قوات نعتقد أنها روسية هجومَين متزامنَين بصواريخ بعيدة المدى على ريف محافظة حلب الشرقي، استهدف الهجوم الأول الذي وقع قرابة الساعة 19:05 منطقة معبر الحمران -عبارة عن ساحة تتجمّع فيها صهاريج محملة بالوقود- الفاصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش الوطني شرق محافظة حلب، أسفر القصف على منطقة معبر الحمران عن مقتل 3 مدنيين على الأقل، وإصابة قرابة 23 آخرين بجراح، إضافةً لاحتراق عشرات الصهاريج المتجمّعة في المنطقة. وبحدود الساعة 20:00، شنّت القوات ذاتها هجوماً على منطقةً لتجمّع حرّاقات النفط -عبارة عن مصافي بدائية يجري فيها عمليات تكرير للنفط الخام- في قرية ترحين الواقعة جنوب مدينة جرابلس شرق محافظة حلب، ماتسبب بمقتل أحمد الواكي، أحد عناصر الدفاع المدني أثناء عمله على إطفاء الحرائق التي اندلعت في المنطقة، إضافةً إلى خروج آليتَين تابعتَين للدفاع المدني عن الخدمة.
تُشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنّ هاتَين المنطقتَين لهما دور مهم بتزويد سكان المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة بالوقود، ونؤكد أنّ استهداف مثل هذه المناطق يجعل المدنيين في شمال غرب سوريا عُرضةً لأزمة وقود.
تُشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنّ الهجمات التي شنتها القوات الروسية تعتبر خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد مشاورات بين الرئيسين التركي والروسي، والذي دخل حيّز التنفيذ في 6 آذار 2020.
لقد ارتكبت القوات الروسية بشكل لا يقبل التَّشكيك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، كما انتهكت قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين؛ ما يؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري، حيث يُقدّر عدد المشردين داخلياً بقرابة 6.5 مليون مواطن سوري. وعلى المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري وحلفائه لتعويض الضحايا المشردين وترميم المنازل والمراكز الحيوية، ودعم عملية الانتقال السياسي والضغط لإلزام الأطراف بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر كي يتمكن ملايين المشردين من العودة الآمنة والمستقرة إلى منازلهم.
صورة تُظهر الأضرار البالغة والحرائق في سوق المحروقات في منطقة معبر الحمران.
صورة تُظهر أحمد الواكي، عنصر الدفاع المدني الذي قُتل نتيجة الهجوم على منطقة حرّاقات ترحين.