هاجم مواطنون لبنانيون -من أبناء بلدة بحنين اللبنانية- مخيم دينة 009 في منطقة المنية شمال لبنان، وذلك إثر خلاف مع عمال سوريين يقيمون فيه، وقاموا بإطلاق الرصاص على المخيم وإشعال النار فيه، في 26 كانون الأول، وقد امتدت النيران على كامل الخيم وشرّدت ساكنيهم، الذين يعانون أساساً من سوء الأوضاع المعيشية، وبشكلٍ خاص الأطفال، وذلك في ظل البرودة الشديدة، وخطورة تفشي فيروس كورونا المستجد.
تُضاف هذه الحادثة إلى انتهاكات عدة تعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان. وقد طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقارير عدة على ضرورة التوقف عن خطاب التمييز العنصري بحق اللاجئين، والذي يؤدي إلى ممارسات مُشابهة يدفع ثمنها العشرات من اللاجئين ممّن لا ذنب لهم، ويدفعهم قسرياً إلى العودة إلى سوريا، ممّا يُعرّضهم لمخاطر الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، التعذيب، التجنيد الإجباري.
نُدين كافة الاعتداءات على اللاجئين، ونُطالب الحكومة اللبنانية بأن تتحمل مسؤولية حمايتهم على أراضيها، والتحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها للرأي العام، بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ولن تكون هناك عودة آمنة وطوعية للاجئين في ظل بقاء الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وممارساتها الوحشية، ولابُدّ من تسريع وتيرة انتقال سياسي ديمقراطي يحقق الأمن والعدالة في سوريا، بما يضمن الاستقرار، وعودة اللاجئين، وعودة عجلة الاقتصاد.